03 ديسمبر 2008

الثقة بالنفس أول مطالب النجاح


الثقة بالنفس أول مطالب النجاح


ما رأيت أروع للنفس من السباق نحو المعالي ! ولا شهدت لها حالاً أفضل ولا أحسن من بلوغ المجد في زمن التواني ! لقد جاء الله بنا لعمارة الأرض ، واستخلفنا فيها لذلك الهدف العظيم : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والمتأمّل في النفس الإنسانية يجد أن الله تعالى أودع فيها قدرات فوصلت ببعضنا إلى أن نصبت أقدامهم على سطح القمر في ضحى النهار وأعلنت حين وصلت هناك أنه ليس ثمة حدود في الكون تقصر عنها قدرات هذه النفس البشرية مهما كانت العوائق في سبيلها كبيرة أو قوية ، والناظر في تاريخ الإنسان يجد أن البداية واحدة لكل فرد منّا ، وليس على ذلك برهان أقوى من صراخنا جميعاً حين نلج إلى عالم الأرض الفسيح ، لكن الأمر الذي لا يحتاج إلى برهان هو أن النهاية مختلفة إلى حد بعيد في حياة بعضنا البعض .

إن النجاح في الحياة همّ يؤرّق الناجحين وحدهم ، وشعور يتألق بهم في عالم الحياة فيجعل منهم آخرين على مساحات هذا الكون الفسيح ، وصدق الرافعي حين قال : إذا لم تزد على الدنيا كنت زائداً عليها ، وعبر هذه المساحة المتتابعة بإذن الله تعالى سنصل وإياك إلى ما نريد ، وأجزم إن شاء الله إن كنت على الخطو أن تهنأ بحياة حافلة بالنجاح وذلك ما نتمناه : لن يتحقق النجاح في عالم الواحد منّا ما لم نؤمن إيماناً صادقاً ويقينياً أننا أهل لذلك النجاح ، إن العامل النفسي مهم للغاية في إقناع نفوسنا بتحقيق معالم نجاحها في الحياة ، ومالم نصل إلى أعماق نفوسنا فنثق بها ، ونهتف بتميزها ، ونكتب في قرارها أننا من الناجحين لن نحقق شيئاً في مثل هذا العالم الطموح ، وهذه بداية الطريق ومن لم يحسن البداية فلن تكون له نهاية ولذلك قيل : أضخم المعارك في حياة الإنسان تلك التي يقضيها الإنسان مع نفسه، وعندما تبدأ معركة المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر. لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عالم يتعلق بالشجر ، ويسجد للحجر ، ويؤلّه التمر واللبن ، فوقف على الصفا وأعلن الرحلة من هناك ، وواجه بمفرده جيوش الباطل ، وظل يناضل عن رسالته ، ويجهد في تحقيق أهدافه ، ولم يهتف به الموت حتى قلب موازين التاريخ ، وغيّر معالم القيم في حياة تلك المجتمعات التي خاض التجربة فيهم ، وأعاد أولئك الأفراد من تيه الطريق إلى غاية العبيد ، وفي ثنايا الطريق دميت عقبيه ، وكسرت رباعيته ، وثُلم وجهه ، ووضع سلى الجزور على ظهره ، وإنما تضعف الهمم حين لا تقوى على تجاوز الصعاب ، وظل كثير من الناجحين على نفس الطريق ، فتجاوزوا كل ما يمكن أن يحول بينهم وبين النجاح ، وليس أوضح على ذلك من ابن الأثير فقد كتب كتابه جامع الأصول وهو مقعد ، ودوّن ابن القيم كتابه زاد المعاد وهو في طريق السفر ، وهتفت بابن الجوزي حتى طالع عشرين ألف مجلد وهو لا زال في أيام الطلب ، واختار سف الكعك على مضغه لتفاوت ما بينهما ، وهكذا يظل النجاح حليف من أقنع نفسه بحياة الناجحين واللحاق بهم ، وشاهد التاريخ الحاضر كثير ، خاضه حتى من لم يعرف طريق الإسلام بعد ، ودوّنت سيرهم أروع التحديات ، ومن هؤلاء إبراهام لنولكن صارع الحياة صراعاً غريباً ، وناضل من أجل النجاح نضالاً عجيباً ، وركل كل معوقات الفشل بقدميه حتى وصل إلى ما يريد ، ناهيك عن أماني المؤمن ورغباته ، وعزه الحقيقي وجاهه : هذا الرجل أراد أن يشارك في صنع القرار على مستوى بلاده فشارك في بدايته في مجال الأعمال وأخفق وهو في الحادية والعشرين من عمره ، ولكنه لم يلبث أن عادة مرة أخرى فقدّم نفسه للانتخابات التشريعية وهو في الثانية والعشرين من عمره وأخفق مرة ثانية ، وعاد ثالثة مساهماً في مجال الأعمال وهو في الرابعة والعشرين من عمره ولم يكن التوفيق حليفه ، وتعرّض كما يتعرّض من يريد المجد إلى هزات قوية في حياته فأصيب بانهيار عصبي وهو في السابعة والعشرين من عمره ، ولم يلبث أن قام مرة أخرى محاولاً في طريق أكبر من سابقه مشاركاً في انتخابات الكونجرس وهو في الرابعة والثلاثين فلم يبرح عن محاولاته السابقة ، وقام من تلك الكبوة ليعيد نفسه مرة أخرى في نفس المحاولة وهو في السادسة والثلاثين من عمره فلم يتحقق له شيء ، وفي الخامسة والأربعين شارك في انتخابات مجلس الشيوخ وكانت كسابقتها ، وفي التاسعة والأربعين من عمره أعاد الكرة في انتخابات مجلس الشيوخ وخسر كذلك ، وأخيراً وبعد ثلاثين عاماً من التجربة ، والإخفاق تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وهو في الثانية والخمسين من عمره . وهكذا يظل النجاح أمنية مستعصية في بدايتها ، لكنها سرعان ما تلين لأصحاب الهمم وتذعن لهم من جديد . وخرج أديسون من مدرسته يعيّر بالفشل والغباء ، فأكب على التجربة بنفسه ، وظل يعاصر الحياة بمفرده ، وبعد 999 محاولة في موضوع الكهرباء أضاء الدنيا بأسرها ، وكتب يقول عن العبقرية إنها (1%) إلهام ، و ( 99% ) عرق جبين .
مسلم ياجبال لن تقهريني صارمي قاطع وعزمي حديد لا أبالي ولو أقيمت بدربي وطريقي حواجز وسدود
يقول محمد أحمد الراشد : كن حمّالاً في السوق ، لكن قرّر مع أول خطوة لك فيه أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة فستصل بإذن الله ، المهم تصميمك . وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن زرع الأمل في النفس بقوله : وفي هذا المنعطف يجفل الراهب فيدعي عجزاً ، ويقول تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي ، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط ، فمن أين يأتي لي الإبداع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة ؟ فنقول : نعم نريد ونطلب ونتمنى ، ونظن ، ونجزم ، ولا وجه لا ستضعافك نفسك ، وقد أعطاك الله ذكاءً ونسباً ، فلم لا تتعلّم السهر وتطلب الفصاحة . اهـ ، ورحم الله إقبال حين قال : لقد هبّت علىّ نفحة من نسيم السحر في الصباح الباكر وناجتني وقالت لي : إن الذي عرف نفسه وعرف قيمته ومركزه لا يليق به إلا عروش المجد . وقال في موضع آخر وهو يناديك أنت من بين كل الناس : فيارجل البادية ! وياسيد الصحراء ! عُد إلى قوتك وعزتك ، وامتلك ناصية الأيام ، وخذ بعنان التاريخ ، وقد قافلة البشرية إلى الغاية العظمى . وأخيراً أخي القارئ الكريم : تنمية الذات مفهوم غائب عن أوساط الكثير منا ، وحين نحسن الحديث فيه أو الدندنة حوله يمكن لنا أن نجترّ كثيراً مما لم يزال لم يحلم بعد ، وهذه الأسطر نفثة في عالم ذواتنا الفسيح ، وفي النفس نفاث أخرى ستخرج تباعاً بإذن الله تعالى ، فقط لا يحسن بك أن تقرأ مقالتي القادمة دون أن تتروّح النجاح وأنت على مسافات بعيدة منه ، وحينئذ يمكن لك أن تتابع وتستفيد .

مشعل بن عبد العزيز الفلاحي

18 نوفمبر 2008

الاحباط ... فشل وضعف






باعوا البلد ... باعوا الولد



باعوا الغاز ... واشتروا الدمار ...


أكلو ولادنا الحمار ... لوثوا تاريخنا بالعار



جلبوا لولادنا حشيش ... أقنعوهم ميدخلوش الجيش



ننجح واحنا لصهيون عبيد !!!!!



البداية تغير كتير



البداية تبدأ من هنا ...



تبدأ من قلبك



تبدأ بعقلك



تبدأ ومحدش يحوشك



تبدأ واللي يلوشك يلوشك



بلادنا مش محتاجة صكوك علشان تكمل المشوار



ولادنا مش حيبيعوا صكوك واللي ينهار ينهار



ولادنا بيحبوا البلد دي ....


ولادنا حينولوا الشهادة ... بعد ما يبيدوا الأعادي ...



أعداءنا في البلد دي وخارجها ... أعداءنا متربصين ...



أعداءنا يا ناس خاينين ...أعداءنا ولاد صهيون ...



تنجح لو بدأت بنفسك ... ننجح لو بدأنا جميعا ....



كيدوا الأعادي وهللوا وكبروا ...



اسلامنا حتما ينتصر لو طال الزمان ...



اسلامنا دايما قدوة ويغيظ الشيطان



اصحوا يا عالم ... فوقوا يا أمة المليار



مضيعوش باليأس لحظة الانتصار



11 نوفمبر 2008

من قصص النجاح - جاد القرآني



السلام عليكم ...

حبيت انقل لكم هالقصة المؤثرة والجميلة جدا و اتمنى تعجبكم مثل ما عجبتني ....

في مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ - بمعنى كبير السن - تركي عمره خمسون عاماً اسمه إبراهيم ويعمل في محل لبيع الأغذية ..

هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد) ، له من العمر سبعة أعوام .. اليهودي جاد .. اعتاد الطفل جاد أن يأتي لمحل العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاته ..

في يوم ما، نسي جاد أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فنادى عليه العم إبراهيم وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً !

أصيب جاد بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة أخرى ..

فقال له العم إبراهيم :" لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الشوكولاتة فهي لك " ..

فوافق جاد بفرح .. مرت السنوات وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الولد اليهودي ..

كان جاد إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكلة وعندما ينتهي يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه جاد ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح جاد الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر وبعد ذلك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج جاد وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته ..

مرت السنوات وهذا هو حال جاد مع العم إبراهيم ، التركي المسلم كبير السن غير المتعلم ! وبعد سبعة عشر عاماً أصبح جاد شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره ..

توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد بعد وفاته كهدية منه لـ جاد، الشاب اليهودي ! علم جاد بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !

ومرت الأيام .. في يوم ما حصلت مشكلة لـ جاد فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله! فتح جاد صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها ! وبعد أن شرح جاد مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـ جاد ! ذُهل جاد وسأله : ما هذا الكتاب ؟ فقال له التونسي : هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين ! فرد جاد وكيف أصبح مسلماً ؟ فقال التونسي : أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة فقال جاد : أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"

المسلم جاد الله .. أسلم جاد واختار له اسماً هو "جاد الله القرآني وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم ..

تعلم جاد الله القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني .. في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد كُتبت الآية "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "!

فتنبه جاد الله وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها .. ترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها وأسلم على يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !

جاد الله القرآني ، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ..

توفي جاد الله القرآني في عام 2003 م بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا في سبيل الدعوة لله .. كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..

الحكاية لم تنته بعد .. ! أمه ، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ، ، أسلمت عام 2005 م بعد سنتين من وفاة إبنها الداعية .. أسلمت وعمرها سبعون عاماً وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها إبنها مسلماً تحارب من أجل إعادته للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم، ذلك المسلم الغير متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام ! وإن هذا لهو الدين الصحيح .. أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير ..

ولكن، لماذا أسلم ؟ يقول جاد الله القرآني ، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل " يا كافر " أو " يا يهودي " ، ولم يقل له حتى " أسلِم " .. ! خيل خلال سبعة عشر عاما لم يحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية ! شيخ كبير غير متعلم عرف كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن !

سأله شيخ عندما التقاه في أحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين البشر

فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخر لأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من جميل العم إبراهيم !

يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي : هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟ وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : وهل تعرفه أنت ؟ فأجاب الدكتور حجازي: نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك .. فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي : ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا ! فرد شيخ القبيلة : أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني ! فسأله الدكتور حجازي : هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟ فرد شيخ القبيلة : لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله !! سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟ ! والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 سنة رحم الله العم إبراهيم و جاد الله القرآني

06 نوفمبر 2008

اتركوني على الشاطئ

وقفت على شاطيء .... رأيت الشباب وقد صنعوا من الرمال قصورا ... وأتت موجة رقيقة هدمت البناء الذي تعبوا في تزيينه ...فاستسلموا لتلك الموجة المريضة وتركوا البناء وذهبوا للهو .... و نظرت إلى السماء فما وجدت غير الغيوم أراها ... فما عادت الشمس تشرق
جلست أنظر للمجتمعين على الشاطيء رأيتهم نائمين وكأنهم موتى ...
والكل في هم .......
رأيت الأطفال لاهين ... الشيوخ صامتين ... والنساء عاهرات ...
والبنات فاتنات ...
فما استطعت أن أقف مع الواقفين أو أجلس بجوار الجالسين أو ألهو في لهو اللاهين أو أصمت كالصامتين أو أنظر إلى العاهرات أو أُفتن من الفاتنات.....
إنه شاطئ الأحزان .... شاطئ الفشل .... شاطئ الهزيمة
وكلما ذهبت إلى الشاطئ تكررت المأساه ...
وفجأة ....!!!
وقفت على شاطئ ....... رأيت كل الشباب يبنون قصورا يحفرون أنهارا ويرفعون أبراجا وتأتي الأمواج العنيفة فتهدم ما بنوه فيعيد الشباب البناء ويبنوا السدود والموانع ... عزيمتهم كالأبطال ....
ونظرت إلى السماء فوجدت الغيوم تنقشع والشمس تضيء الأرجاء.....
جلست أنظر للمجتمعين على الشاطئ رأيتهم من الذاكرين ... المسبحين ... التائبين ... العابدين ... الراكعين .... الساجدين ....
رأيت الجميع أوابين ... متناصحين ...
رأيت الأطفال يتعلمون في لهوهم مكارم الأخلاق ....
يتعلمون السباحة .... يتعلمون الملاحة ....
رأيت الشيوخ شبابا حكماء ... والنساء عفيفات ...
والبنات عابدات متناصحات.....
وحين جلسنا نسمع كلام الشيوخ الحكماء ..... أحسست بالملائكة تملأ الأرجاء ....
وتذوقت حلاوة حسن إختيار الأخلاء
ومن حينها وأنا لا أطرق شاطئا إلا هذا الشاطئ .....
حاليا هو شاطئ الخيال ... شاطئ الأحلام .... لو كان حقيقيا لكان شاطئ النصر ... شاطئ السعادة ... شاطئ النجاح

إخواني ... أين نسبح ....؟؟!! أفي بحر الظلمات أم في بحر الملذات ؟؟ في بحر الشهوات ؟؟....أظن لو سبحنا في تلك البحار لغرقنا
دعونا نسبح في بحر النجاح ... بحر الحقيقة ... ولكن إحذروا من إفتراس الوحوش والتماسيح فتلك البحار لا تخلوا من العقبات.

أهديكي قلبي

أماه إني أحبك ....
علمتني حبها فأحببتها...
علمتني برها فأطعتها...
علمتني الرجولة فصنتها...
علمتني الشجاعة فدافعت عنها ...
علمتني الإسلام فأحببت الجنة وطريقها ...
عرفتني بدعوة الإخوان فإنتهجت سبلها...
فقلبي ينبض حبا لها ...
ودمي فداء لقدمها...
وما إن لقيتها قبلتها...
ووضعت رأسي على صدرها...
حتى تفر دموعي ندما لأني ما وفيت قدرها ...
وقدر صبرها وجهدها وحبها...
أماه قد عرفت حبك خفقة بين أضلعي ... فمن علينا بعفوك ورحمتك يا ربنا
أحبائي في الله...
لا تنسوا أن بر الوالدين طريق من طرق النجاح في الدنيا والآخرة
والأم منزلتها عظيمة عند الله عز وجل
إنها ينبوع الحنان ... ومنهل الأمان
فهيا بنا نسير في طريق النجاح ونبني الحياه

طريقي يا صديقي


من يهاب صعود الجبال يعش دوما بين الحفر
ومن يخشى في الحق لائم يقع دوما بين النقر
فبالحق نحن رسمنا الطريق ... وللحق دوما نسير الطريق
قرآننا الدستور منهاج الفريق ... ومعول النهج الصديق

وطريقنا في الحياة حسن البناء ... ووقت الجهاد نحن جند السماء
طريقنا للنجاح الكفاح ... وفي حب الله وجدنا الفلاح

الركن الرابع - من أركان الإنطلاق في الحياة


رابعًا: القوة

هذه القوة الداخلية هي التي تجعلك تتغلب على كل نقاط الضعف، فتقهر العيوب، وتقضي على السلبية، وتكتشف مواهبك، وتختفي تمامًا كل مخاوفك.

كيف يتحقق ذلك؟
أولاً: بهذه القوة تملك أنت زمام نفسك، فرغباتك محدودة حتى لا تجرَّ عليك المخاوف والقلق، وتواجه التحديات الحياتية اليومية، فلا تخف من الكوارث إن وقعت، أو المصائب إن حلت بك.

ثانيًا: هذه القوة تستمر فيك ما دمت متمسكًا بهدفك المحدود، الذي يقوِّي الإيمان داخلك، ويصلك بالله وعونه، ويجعلك تنتهز الوقت الذي لا يعود، وترفع حالتك المعنوية، وترقى بروحك.


ثالثًا: هذه القوة تحتاج إلى المواجهة وعدم الخضوع، والإقدام وعدم الاستسلام، والحرية التي تكتمل بالطاعة لله وعبادته، والإيمان بأقداره والرضا بقضائه، والأمل الدائم في الفوز والنجاح، فتزداد بذلك قوة إلى قوتك، فالانتصار من داخلنا وليس من الخارج.

رابعًا: التعامل بفن مع الحياة هو الاستمتاع الحلال بالزمن، والناس، والأصحاب، بالانضباط الشرعي، والانفتاح على الحياة، فتتولِّد لديك طاقة هائلة، تواجه الظروف الصعبة، وتذلل العقبات الكئود؛ فما دمت مع الله فأنت القويّ بالله، والقوي بالله يمتاز بالبساطة التي تجعله قدوةً للآخرين.

اكتشف نفسك بعشرة أسئلة:
ويمكنك اكتشاف نفسك، خاصةً إذا اعتراك بعض الضعف أو الإخفاق عن طريق الإجابة عن هذه الأسئلة العشرة:
1- ما هي درجة قدرتك على إجبار الآخرين وإقناعهم بأفكارك؟
2- ما هي درجة قدرتك على جعل أفكارك هي أفكار الآخرين؟
3- ما هي درجة قدرتك على مواجهة الفشل وجعله أمرًا مستحيلاً؟
4- ما هي درجة قدرتك على التعامل مع الأشخاص أقوياء الشخصية؟
5- ما هي درجة قدرتك على الفوز بقبول الآخرين وتقبلهم إياك؟
6- ما هي درجة قدرتك على الاستماع إلى الآخرين حتى لو كان حديثهم إليك مملاًّ وغير مجدٍ؟
7- ما هي درجة قدرتك على الخروج من المواقف السيئة بمكاسب أكثر؟
8- ما هي درجة قدرتك على التفاوض مع الآخرين وكسب جولة المفاوضات؟
9- ما هي قدرتك في الحصول على ما تريد؟
10- ما هي درجة قدرتك في الحصول على الآخرين وكسب حبهم واحترامهم؟

بعد إجابتك ضع كل خمس إجابات معًا؛ فواحدة نقاط القوة، والثانية نقاط الضعف؛ إذا حصلت على أقل من خمس درجات في كل الأسئلة فأنت في حاجة حقيقية إلى مواجهة نقاط ضعفك فورًا، واكتشاف الجانب الإيجابي الخفي في شخصيتك، والكامن بداخلك، وتدعوه للانطلاق الآن، وعندما تبدأ عدِّل السؤال الأول إلى التالي: كيف تجعل الآخرين يعتقدون أنك أكثر ذكاءً منهم ويحترمون عقليتك؟ وبذلك الشعور الدفاق تستعيد ثقتك في نفسك وتكون قادرًا على مواجهة التحديات مهما كان نوعها.

ابحث عن القوة داخلك
في داخلك قوة هائلة تبدِّد أي ضعف أو استسلام، فلماذا لا نظهرها؛ سواءٌ مع أنفسنا أو في تعاملنا مع الآخرين؟

فهيا نبحث عنها ما دمنا قد عرفنا مكانها، إنها في أعماقنا، في داخلنا، وهي الوحيدة التي تعطينا شخصيات قوية نحقق بها الانطلاق والنجاح.

يؤكد علماء الاجتماع والنفس أن كل شخص منا يولد ولديه قوة طبيعية داخله قادرة على أن تجعله هو المسيطر على حياته، وليس ضحيةً لهذه الحياة؛ فالذين يشعرون بالاستسلام والضعف هم الذين لم يستخدموا القوة الكامنة في داخلهم.

فماذا يحتاج الأمر منا؟
نعم يحتاج إلى إرادة تقول: كفى للاستسلام.
نعم يحتاج إلى عزم يقول: كفى للضعف.
نعم يحتاج إلى همة تقول: كفى للانهزام.
مهما كان سنك وعمرك، فابدأ الآن، من اللحظة؛ اعمل على تقوية الإرادة، لتكون مبدعًا مع الحياة والناس ونفسك والمجتمع، وتعيش حياتك كما تريد، وتشكِّلها بالطريقة التي تحبها.وأخيرًا..

لا تقلق، واجلس هادئًا، وتعرف على هذه الصور التي لخَّصها الخبراء في التالي:
نقاط القوة:
قدراتك؟
ثقافتك التي تبني عليها تصرفاتك؟
أهدافك الفكرية؟
قابليتك للتطوير؟
نقاط الضعف:
ما الذي يمكن تطويره فيك؟
أفكارك التي تناسب توجهاتك؟
الأفعال التي يجب تجنبها؟
نقاط ضعفك والتي لا تناسبك؟

الفرص:
الفرص المواتية لك؟
الأشياء المثيرة للاهتمام فيك؟
ما يميزك عن ما حولك؟
ترتيبك بين المنافسين لك؟
التهديدات:
العقبات التي تواجهك؟
المنافسون؟
المواصفات التي يجب أن تتوفر فيك؟
وبذلك يمكنك بكل سهولة اتخاذ قرارك المناسب لأي موقف يواجهك؛ سواء من داخلك أي من نقاط القوة والضعف، أو من خارجك أي من الفرص والتهديدات.

جمال ماضي

05 نوفمبر 2008

الركن الثالث - من أركان الإنطلاق في الحياة

ثالثا التخطيط
أي عمل لا يقوم على تخطيط فإن مصيره الفشل، وكما قيل: "إن الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل" وبالتالي: لا انطلاق إلا بتخطيط، ويعتبر التخطيط أول مرحلة في تحقيق الأهداف، وهو الإجابة الوحيدة عن تساؤل الكثير من الناس، حينما يحارون في معرفة الطريق إلى صناعة مستقبلهم، مع أن الرغبة في النجاح تملأ عليهم أنفسهم، ولكن لا يعرفون: من أين يبدأون وكيف؟ وبالتالي يشعرون بالضياع وتزداد حيرتهم في الحياة!.

إنه ببساطة عند الذين يخططون وهم ناجحون هو صناعة المستقبل بالمتاح وفق مراحل دون استعجال، وبالتالي فهم واعون لثلاثة أمور في حياتهم:
- تغيير أنفسهم دائمًا إلى الأفضل في التصرفات.
- الانطلاق من حيث انتهى الآخرون.
- مواجهة العقبات والمشكلات وحلها.
وما أحوج الانطلاق إلى هذا الركن؛ فهو الذي يحفِّز الشخص إلى التعبير الدائم نحو الأحسن، ويدفعه إلى اتخاذ قرار مدروس وصائب، ويُكسبه خبرات وتجارب ومعلومات، ويجعله يعمل وفق أولويات محددة؛ مما يوفر له سهولةً ويسرًا في التعامل مع المشكلات والظروف المختلفة في جوٍّ عملي وواقعي؛ حيث تُنجز فيه الأهداف.

ومن أراد الانطلاق في هذه الحياة فإن هذا الركن يعرِّفه أين هو؟ وإلى أين يسير؟ وكيف يسير؟ ومن ثَم يوظِّف كل طاقاته وقدراته وإمكاناته، فيبتعد عن كلٍّ من:
- العمل العشوائي باسم الصدفة قاتلة النجاح.
- أو العمل الوهمي الخيالي دون النظر إلى الواقع.
- أو العمل المتفائل الزائد دون حذر.
- أو العمل المعقد المتجمد الذي لا يعترف بتطوير.
- أو العمل المتسرع المتعجل دون بصيرة.
- أو العمل الكسول النمطي المهزوم المتراجع.
ووفق هذه الصورة المشرقة يستطيع الشباب أن يحطموا القيود، وينطلقوا، فقد امتلكوا الانطلاق، في التخطيط:
فتراهم يغامرون ويخاطرون، فينجحون في مواجهة العقبات المحتملة.
وتراهم يطوّرون ويحسنون وينتهزون الفرص ولا يعتمدون على الحظ.
وتراهم يستعدون لكل طارئ قبل وقوعه؛ فيحسنون التصرف أمام المفاجآت.

وتراهم يخططون لحياتهم دائمًا، فدائمًا عندهم التخطيط بداية لعمل جديد وليس محطة وصول، وبهذا فهم يتمتعون بأوقاتهم، ويتمتعون بلحظاتهم، ويتلذَّذون بحياتهم؛ مما تدفعهم هذه المتعة إلى الانطلاق الدائم والعمل الدءوب المستمر.

ولكي نكون عمليين تعالَ معًا نخطو خطوات نحو تحقيق هذا الركن المهم:
- سل نفسك ما هو المتوفر لديَّ الآن من إمكانيات اليوم، من وقت أو مال أو علاقات اجتماعية أو وسائل متاحة.

- حدِّد أهدافك بالضبط، المراد تحقيقها اليوم، واكتبها.

- ضع أولوياتك.. بدءًا بالأهم ثم المهم، وما هو الضروري فعله، وما الذي يحتمل التأجيل، وبذلك تحدد الأعمال الضرورية.

- ارسم خطةً وفق المتوفر من الإمكانات السابقة، واجعل لها برنامجًا زمنيًّا، وابدأ في التنفيذ.

- عينك على الاستفادة من الأخطاء واكتساب المزيد من الخبرات؛ ليصير التخطيط بعد ذلك طبعًا من طباعك وسجيةً تتحرك بها.

وأخيرًا..
خطِّط لذاتك، خطط لحياتك، خطط لعائلتك، وبذلك تحوِّل كل الأحلام الشخصية والأسرية إلى واقع سعيد، وتنطلق في الحياة، في أحلى عيش؛ لأنه عيش السعداء.

جمال ماضي

30 أكتوبر 2008

الركن الثاني -من أركان الإنطلاق في الحياة

ثانيًا: الوقت

مرت سنين بالوصول وبالهنا فكأنما من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها فكأنها من طولها أيام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام
فالمؤمن ابن وقته، والعاقل ابن لحظته، فالوقت حياة الجادّين، وموت المستهترين، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".

فانتهاز فرصة الوقت، حتى ولو كانت قليلة، حتى وإن قامت الساعة، هو طبع العاقلين، وسجية العاملين.. يروي عمارة بن خزيمة بن ثابت أنه سمع عمر بن الخطاب يقول لأبيه: ما يمنعك أن تغرس أرضك؟ فقال له أبوه: أنا شيخ كبير أموت غدًا، فقال له عمر: "أعزم عليك لتغرسها".. يقول عمارة: فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي، وعند ابن عبد البر: قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله.

أعرف أستاذاً فاضلاً، حاصلاً على مؤهل متوسط، أعاد دراسة الثانوية، ودخل الجامعة، وكان يمتحن مع أبنائه في المراحل الدراسية المختلفة، ثم حصل على الماجستير، والآن يحضر الدكتوراه، وقد تجاوز سنّه السبعين عامًا.

بل إن بعض الحكماء سمَّى إهدار الأوقات "عقوقًا لليوم الذي يمر على الإنسان، وظلمًا لنفسه"؛ لأن ما مضى دون استفادة لا يعود إلا بالندم والحسرة، يقول حكيم: "من أمضى يومًا من عمره في غير: حق قضاه، أو فرض أدَّاه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسَّسه، أو علم اقتبسه، فقد عقَّ يومه وظلم نفسه".

فوقتك نادر؛ لأنه لا يمكن زيادته بحال من الأحوال، ولأنه محدد كذلك.

ووقتك لا وجود له في أي خزانة؛ لأن اللحظة التي لا تستغلها تفنى.

ووقتك لا يعوَّض ولا يمكن تبديله ويحاسب عليه الإنسان مرتين؛ عن شبابه وعن عمره.

ووفق دراسة ميدانية وُجِدَ أن: 20% فقط من الوقت يُستغل في المهم:
1- ساعتان في قراءة الصحف.
2- 40 دقيقة في المتوسط مواصلات.
3- 90 دقيقة لترتيب مكان يتسم بالفوضى.
4- 45 دقيقة للبحث عن أغراض وأوراق ومتعلقات.
5- 10 دقائق للرد على التليفون.
6- 10 دقائق لمحادثات جانبية.
7- 15 ساعة أسبوعيًّا لمشاهدة التليفزيون.
8- الوصول للعمل متأخرًا 15 دقيقة يربك 90 دقيقة.
9- 40 دقيقة في تحديد أي المهام يبدأ بها.

فأين الوقت الذي سيقضيه مع نفسه؟
وأين الوقت الذي سيقضيه مع أسرته؟
وأين الوقت الذي يزداد فيه علمًا؟
وأين الوقت الذي يحسن فيه مهنته؟
فإذا أردت إنجاز أهدافك وأحلامك؛ فنظِّم الوقت..
وإذا أردت التخفيف من الضغوط الحياتية؛ فنظِّم الوقت..
وإذا أردت تحسين نوعية العمل والحياة؛ فنظم الوقت
وإذا أردت قضاء أكبر وقت مع الأسرة أو النفس أو الترفيه؛ فنظِّم الوقت.
وإذا أردت تقليل الأخطاء وتحقيق نتائج أفضل؛ فنظِّم الوقت.
وإذا أردت زيادة الدخل والراحة في العمل؛ فنظِّم الوقت.
وإذا أردت تنظيم الوقت فلا تقل:
- ليس عندي وقت للتنظيم أو أنا دائمًا مشغول.
- عملي صغير ولا يحتاج لتنظيم وقت.
- الظروف تمنعني من تنظيم الوقت.
- الكتابة في اليوم مضيعة للوقت.
- عملي لا يحتاج إلى الكتابة أو التذكير.
- حياتي كلها فوضى فما فائدة تنظيم الوقت.

وإذا أردت النجاح والطيران فافعل الآتي، وهو خلاصة ما قدمه المتخصصون:
- إدراك قيمة الوقت أهم من تنظيمه: فالشخص الذي لا يعير أهميةً لوقته لا يحتاج إلى أن ينظِّم وقته أصلاً، ولا يدرك الإنسان قيمة وقته إلا بفهم الإسلام؛ لأنه هو الذي جعل الدنيا عمارةً للآخرة، وجعل للأنسان مهمةً تتمثل في العبادة وإعمار الأرض.

- إدراك أن مهمتك في الحياة تصنع مستقبلك: فالأمر ليس عاديًّا مثلما يعيش أي إنسان في هذا الوجود، وإنما من وراء ذلك عيش حقيقي في هذه الحياة، يريد الخير للناس، يربي أولاده، يرتقي بنفسه، يبتكر ويحسن ويطوّر في مهنته، ويتأسَّى برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحقِّق طموحاته، ولذلك فعلى كل إنسان أن يسأل نفسه: ماذا أفعل في الحياة؟

- إدراك أن إنجاز العمل أهم بكثير من التخطيط له: فالتخطيط يجب ألا يأخذ الكثير من الوقت؛ لأنه وسيلة وليس غاية، وأعرف أشخاصًا يخططون لفترات تتجاوز البرنامج التنفيذي، ويحسبون أنهم يعملون أو ينجزون، هم ما أنجزوا عملاً بل أنجزوا تخطيطًا، فمتى يعملون؟
- إدراك أن إنجازك لهدف ليس المحطة الأخيرة: قد يحسب البعض إذا حقق هدفًا أن ذلك بمثابة محطة الوصول، فيهدأ ويسكن، والبعض قد يتوقف، ويتساءل: لماذا كنت نشيطًا ثم انقلبت إلى كسل؟ لأن الواجب عليه أن يبحث عن هدف جديد، ولا يقف عند ما قام بتحقيقه سابقًا، بل دائمًا ينظر إلى ما يجب أن يحققه لاحقًا.

- إدراك أن التركيز في مهمته أنجح من العمل في مهام: الطائرة تحتاج إلى طاقة هائلة للإقلاع؛ فإن أصبحت تحلق في السماء، فإنها لا تحتاج إلى طاقة كبيرة، كذلك أنت إذا أردت الانطلاق والإقلاع من الأرض، فركِّز في مهمة واحدة؛ لأن عقلك وفكرك وفعاليتك وعاطفتك، هي الطاقة الهائلة نحو الانطلاق، والاستفادة من الوقت؛ فالقادم غيب لا يعلم الإنسان ما فيه من إنجاز أو فعالية أو نشاط أو كسل.

- إدراك أن الكتابة والتدوين أسهل من الذاكرة: فالكتابة والتدوين تضمن لك جمع المعلومات عن كل شيء، وتضمن لك الحد الأدنى من التنظيم لوقتك، بدءًا بالأمور السهلة الفورية، ثم اليومية، ثم التي تؤجَّل لحين مناسبتها، كما أنها تضمن لك التخلص الدائم من كل شيء لا تحتاجه، أو يسبِّب إهدارًا لوقتك، من أوراق وهدايا وملابس وأشياء قديمة لا فائدة منها
.

جمال ماضي

24 أكتوبر 2008

الأركان الأربعة للإنطلاق في الحياة

أولاً: الطموح

قيل: "إن الطموح كنز لا يفنى"، "ولا يسعى للنجاح من لا يملك طموحًا"،"ودائمًا الناجح ينظر إلى المعالي".

ورضي الله عن عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين؛ كان طموحًا، ومن أقواله في ذلك: "إن لي نفسًا تواقة؛ تمنت الإمارة فنالتها، وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها".

ومن أقوال الحكماء: " من جدَّ في أمر يحاوله واستعمل الصبر إلا فاز بالظفر".

وإذا علم الإنسان أن الطموح بداية؛ يبدأها من تغييره لرأيه في نفسه، لمنحها كل طاقة، وأطلق قدراتها، وفك القيود عن ذكائه.

وإذا علم الإنسان أن الطموح صناعة سرها في يد الإنسان نفسه؛ لاجتهد في أن يكون إيجابيًّا في مواقفه وأقواله وأعماله، وابتعد عن كل سلبية تنال من إبداعه.

وإذا علم الإنسان أن الطموح هو شعور وإحساس بالتفوق والفوز والنجاح؛ لبدأ على الفور رحلته بحب لتحقيق هدفه.


وإذا علم الإنسان أن الطموح هو إيمان وعمل وأمل؛ لعمَّق صلته بالله تعالى، واستمد منه القوة والعون؛ فالإيمان هو نقطة الانطلاق، والأمل هو الوقود الدافع دومًا نحو الانطلاق.ونجمل خطوات النجاح في التالي:
1- حدد حلمك: ماذا تريد؟ ركّز على ما تريد؟ لا تدع شيئًا يبعدك عنه، وثق أنك سوف تنجح.

2- كرر ما تريد: حتى تمتلك الشعور الإيجابي المشجِّع الدافع الذي يصل إلى شغاف قلبك، وحوِّل رغبتك إلى عاطفة حارقة.

3- التأمل: اشحن بطاريتك، واجعل محركك دائمًا يعمل؛ فإن ذلك يعطيك طاقةً هائلةً للعمل، ويجعلك على جاهزية دائمة.

4- اطرد الأفكار السيئة: على فترات قم بعملية التطهير، اكنس السلبيات، وامح الزلات، واطرد من بيتك كل فكرة يائسة تدعو إلى السلبية أو الانهزامية، فالطموح يطرد الجروح.

5- تفاءل: ابدأ من الفشل، ومن لم يعمل لا يفشل، فالفشل روح العمل؛ لأنه نقطة انطلاق، فاصنع منه دروسًا، وحوِّله إلى خبرات، بحب التغيير وكسر الروتين، واتساع العلاقات، والثقة بنفسك، والنظر إلى ما في يدك وليس في يد غيرك.

6- كن واقعيًّا: الطموح ليس حلمًا؛ بل هو هدف مدروس، كما تبين لنا؛ فالطموح أهداف تتحقق وليست خيالاً صعب المنال، والواقعية تقول: قسِّم الهدف الكبير إلى أهداف واقعية قابلة للتنفيذ وملائمة للواقع، وقلِّل من المبالغات والعموميات.


بقلم: جمال ماضي


مازال للموضوع بقية ... إنتظرونا

13 أكتوبر 2008

إذا كنت صفراً فكن ذا قيمة

هناك صفران يشغلان أول خانة في بعض الأعداد ، أحدهما يضاعف العدد إلى أضعاف كثيرة مثل الصفر الذي يأتي بعد العدد ( 1000 ) فعند إضافة الصفر يصبح هذا العدد ( 10000 ) إذ يتحول العدد من ألف إلى عشرة آلاف ، وهنا نجده قد تضاعف عشرة أضعاف ، وذا أضفنا صفراً آخر تحول العدد إلى ( 100000 ) مئة ألف ، وهنا تضاعف بالتالي أضعافاً كثيرة أيضاً . أما الصفر الآخر الذي لا يؤثر في زيادة قيمة العدد فوجوده مثل عدمه مثل الصفر الذي يأتي أمام الكسر العشري ( 0,1 ) ليصبح العدد ( 0,10 ) فهنا تحول مسماه من واحد من عشرة إلى عشرة من مئة لكن القيمة بقيت ثابتة لم تتغير ، ومثله لو أضفنا صفراً آخر لذلك الكسر لأصبح العدد ( 0,100 ) فهو يقرأ مئة من ألف لكن القيمة تبقى ثابتة كما كانت أولاً لم تتغير أيضاً .
أخي الحبيب ... هل تريد لو قدر لك أن كنت صفراً أن تكون صفراً مؤثراً في هذه الحياة بمعنى أن يكون لك أثر في الحياة ، فيدخل في رصيدك سمعة تفوح أريجاً وأجور كثيرة لم تعمل فيها ظاهرياً شيئاً ، لكنها في الحقيقة قد جاءتك من جراء تأثر في الآخرين بأقوالك الصائبة وسلوكك الحميد أو حتى بعمل من قام بتقليد من عمل بعملك حتى ولو بعد حين ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ولمن ضحى بإخلاص وسخاء في هذه الحياة ، فمثل هذا الصنف هو ممن يأمر بالمعروف على قدر استطاعته غير مبال بنقد الناقدين أو شماتة الشامتين ، وهو أيضاً لمن يقدم في مجال عمله عطاء مثمراً حتى ولو تخاذل المتخاذلون بل وحتى في حالة عدم تقدير جهوده من قبل رؤسائه ، لأن رسالتنا في هذه الحياة عمارة هذه الأرض ، ولأن الإنسان كما قيل : إذا لم يضف شيئاً على هذه الحياة فإنه زائد عليها . أما لو كنت من أصحاب الصفر غير المؤثر ممن لا يبالي بتأثيره الإيجابي في الحياة وممن لا يؤدي الواجب المناط به على الوجه المطلوب ولا يهتم بأن تكون أعماله في رضا الله سبحانه وتعالى ومن ثم رضا ضميره من منطلق أداء الواجب المناط به على أكمل وجه ، فهو كما يقال ( مع الخيل يا شقرا ) ، ومن أصحاب ( عليّ وعلى أعدائي ) فهو هنا مثل ذلك الصفر غير المؤثر ، بل وسيجني وبالاً في الدنيا يتمثل في هزيمة نفسية وعدم رضا عن الذات وقلة تقدير لقيمة نفسه في هذه الحياة ويوم القيامة سيجني أعماله خيبة وحسرة وندامة. وإنني أعرف أشخاصاً كونوا لأنفسهم أمجاداً خالدة ، حتى أصبحوا نجوماً لامعة في سماء الحياة ، ونعرف جميعاً إلى جانب ذلك أناساً كثيرين يمثلون أصفاراً في هذه الحياة سودت أوراق الحياة دون أن يكون لهم أدنى قيمة فيها. فاحرص على أنه إذا قدر لك أن كنت صفراً في هذه الحياة أن تكون ذا قيمة .
علي بن أحمد الشيخي

10 سبتمبر 2008

كن كالنخلة تكن ناجحا

في جلسة علمية إيمانية عصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذهن أصحابه قائلاً لهم:
( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها ) أي لايسقط ورقها.
هل تعلم أخي المسلم الشجرة المقصودة في الحديث السابق؟!
وما الحكمة في تشبيه المؤمن بهذه الشجرة ؟!
الحديث كما رواه الامام مسلم في صحيحه: عن ابن عمر (رضي الله عنهما ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن ؟!!
وفي رواية ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها ).فجعل القوم يذكرون الشجر من شجر البوادي، قال ابن عمر (رضي الله عنهما): وألقي في روعي أنها النخلة، فجعلت أريد أن أقولها فإذا بأسنان القوم (أي كبارهم وشيوخهم) فأهاب أن أتكلم. فلما سكتوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة ".
إذاً الشجرة المقصودة هي النخلة.
الشجرة والمؤمن:
- الشجرة سيدة المملكة النباتية من الناحية العلمية، الظاهرية، والتشريحية والوظائفية، والبيئية فهي: معمرة تتغلب على التقلبات السنوية، طيبة مثمرة نافعة.
- المؤمن: سيد المخلوقات الانسانية من الناحية العلمية، والعقائدية،والوظائفية والاجتماعية فهو: يتحمل المصاعب، مثمر أينما وقع نفع.
والسؤال المطروح عليك أخي المسلم مالحكمة في تشبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة؟
إليك بعض ما فتح الله به علينا في ذلك:
أولاً: ثبات الشكل الظاهري:
فالنخلة رغم جمالها الأخاذ لها شكل ظاهري واحد لايتغير إلا للأحسن فيزداد حسنها بظهور ثمرها ودنو قطوفها، وللمؤمن أيضاً هيئة ظاهرية واحدة، لا يتقلب حسب الموضة والأهواء، ولكنه يتزين لزوجته فيسرها بمنظره قال ابن عباس: ( إني أتزين لامرأتي كما احب أن تتزين لي )، وهو يتزين في العيدين وقت قطوف ثواب الصوم والحج كما تتزين النخلة وقت قطوف الثمر، ويتزين يوم الجمعة، وعند المجالس، والمساجد ومقابلة الوفود، وهو يتزين بالمشروع ولايتزين بغير المشروع.
ثانياً: ثبات الأصل وسمو الفرع:
فالنخلة أصلها ثابت في الأرض، وفرعها في السماء، تتحمل الجفاف، وتقلبات الطقس، وتصبر على الشدائد البيئية، ولاتعصف بها الرياح بسهولة، وتستمد طاقتها من الشمس والهواء بورقها المهيأ لذلك وقوتها في هالتها الورقية.
والمؤمن قوي ثابت في أصول الإيمان، يرتبط بالأرض التي خلق منها واستمد منها الماء والمعادن، ويتحمل الشدائد والفتن والابتلاء، ويصبر ولا يضجر وهامته مرفوعة تستمد نورها وعلمها من السماء، حيث الوحي وأوامر الله، ويرفع يديه إلى الله في الدعاء والشدة. وقوة المؤمن في عقله وتفكيره، وقوة النخلة في هالتها الورقية، والمؤمن لايستغني عن الوحي الإلهي، والنخلة لا تستغني عن الضوء الإلهي.
ثالثاً: النفع الدائم:
فالنخلة نافعة بثمارها، وأوراقها، وظلها، وجذعها، وخوصها، وكرانيفها، وليفها، وكروبها، وعذوقها، وأنويتها، وقطميرها، وجمارها، وجمالها في حياتها وبعد موتها.
والمؤمن أينما وقع نفع، وهو نافع: بعلمه، وأخلاقه، وماله، وجهده، وحديثه، وفضل زاده، وفضل ظهره، وفعله، وقوته، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وتعاونه على البر والتقوى، وتراحمه، وترابطه، وتآزره مع المجتمع.
رابعاً: مقابلة السيئة بالحسنة:
فالنخلة صبورة حليمة كريمة تُرمى بالحجر فتسقط أطيب الثمر.
والمؤمن معرض عن اللغو، وإذا خاطبه الجاهلون قال سلاماً، ويصفح عن المسيئين ولا يظلم ولايجهل على الجاهلين كما قال الشاعر:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا يرمى بحجر فيلقي بأطيب الثمر
خامساً: دنو القطوف مع سمو الأخلاق:
فالنخلة قطوفها دانية في كل أحوالها، في حال قصرها وطول جذعها لسهولة الصعود إليها، والصعود إليها لا ينال من أوراقها، ولا يكسر أغصانها، ولا ينال جُمارها ولابرعمها الطرفي.
والمؤمن سهل القطوف، يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، ويطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا، يحب الناس ويغدق عليهم، ولايتخلى عن أخلاقه وثوابته مهما زادت الألفة والمحبة والمخالطة بينه وبين الناس.
سادساً: يؤكل ثمرها كل حين:
فالنخلة يؤكل ثمرها بكميات كافية كل حين على هيئة: الطلع، والجمري، والبُسر، والرطب، والمقابة، والتمر(1)، وعندما تجف الثمار تؤكل طوال العام فهي زاد للمسافر وعصمة للمقيم، سهلة التخزين بطيئة الفساد والتغير.
والمؤمن يخرج زكاة ماله كل حول إن بلغ ماله النصاب، ويخرج زكاة فطره في رمضان، ويتصدق طوال العام، ويسارع في الخيرات، ويطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا، وهو يطعم عند العقيقة لأبنائه، وعند الزواج، وعند الأضحية، وعند الحج، وعند خروج الثمار وغير ذلك من أوجه اطعام الطعام.
سابعاً: محكومية الحركة:
فالنخلة غير مدادة، لا تعتدي على جيرانها بسيقانها أوفروعها، ولها حرم معلوم، وهي محكومة في انتشارها في البيئة لذلك لاتؤذي المحيطين بها.
والمؤمن محكوم بالضوابط الشرعية مع المحيطين به، متوقع السلوك، لايدخل بيت غيره إلاﱠ بإذنه، ولايطلع على عورات غيره، ولايترك لبصره العنان، تجده حيث أمره الله، وتفتقده حيث نهاه، ويتقي الله حيثما كان.
ثامناً: تشذب في العام مرة:
فالنخلة تشذب في العام مرة حيث تسقط الأوراق الصفراء التالفة.
والمؤمن يصوم في العام مرة، وتسقط عنه ذنوبه بالصوم، ويتزين بعد الصيام في العيد.
تاسعاً: أهمية البرعم الطرفي:
فالنخلة على خلاف معظم الشجر تموت إذا قطع برعمها الطرفي.
والمؤمن من دون العقل يسقط عنه التكليف والحساب، ويصبح في عداد الأموات من حيث الثواب والعقاب.
عاشراً: معلومية التلقيح:
فالنخلة رغم أنها من ذوات الفلقة الواحده ذاتية التلقيح الهوائي مثل القمح والشعير والذرة والموز والأرز، ولكن النخلة خلاف نباتات الفلقة الواحدة تحتاج إلى تأبير، وهي تعلن عن حاجتها للتلقيح عندما تخرج نوراتها، وعندما يتم تلقيحها تنشق بطريقة يعلم الجميع منها أنها لقحت، وإذا تركت دون تلقيح بالإنسان شاصت.
وكذلك المؤمن مشهود على زواجه ودخوله بزوجه من الجميع، ومعلن عن ذلك بالدفوف، ويحتاج زواجه إلى شاهدين وولي وإيجاب وقبول، والزواج السري باطل.
أحد عشر: أفضلها معلومة الصفات الوراثية:
فأفضل أنواع النخل معلوم الأصل يتم تكاثره خضرياً بالفسائل أو بزراعة الأنسجة.
والمؤمن معلوم الأصول الوراثية، وهو ثابت في دينه، لايبتدع، ولايخلط شرع الله بشرع البشر، وإذا صنع ذلك فسد عمله ورد كما يتلف النخل إذا بدل صفاته الوراثية، ولاتؤكل ثماره ولاتباع بسهوله، بل يعلف به الدواب لرداءته.
ثاني عشر: حلو الطعم عديم الرائحة:
فثمار النخلة حلوة الطعم عديمة الرائحة، وكذلك المؤمن الذي يعمل بالقرآن ولايقرؤه، فطعمه حلو ولا رائحة له.
ثالث عشر: تفاوت الدرجات:
فالنخلة أنواع وأجناس وأصناف، منها شديد الحلاوة ممتاز الطعم (كالعجوة وهي تمر المدينة المنورة التي زرعها المصطفى صلى الله عليه وسلم بيديه ومنها جيد الطعم ومع ذلك ففي كل النخل خير، وكذلك إيمان المؤمن يزيد وينقص، والمؤمنون درجات منهم الصديقون ومنهم السابقون ومنهم المذنبون ( والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير).
رابع عشر: النخلة لايتساقط ورقها:
الورقة في النبات هي الموضع الرئيس للبناء الضوئي والنتح ورفع العصارة من الأرض، وتثبت ثاني أكسيد الكربون الجوي وطاقة الشمس الضوئية وتشطر الماء لتنتج المواد الغذائية والأكسجين للكائنات الحية وبها تظلل الشجرة الانسان والحيوان، وعندما تسقط الورقة في النباتات الوسطية، تتوقف العمليات السابقة وتدخل الشجرة في كمون للعام القادم.
أما النخلة فهي من النباتات دائمة الخضرة التي لايتحات ( أي يسقط ) ورقها فهي دائمة البناء الضوئي وانتاج الأكسجين والتظليل وصعود العصارة.
وهكذا المسلم دائم التلقي من الله ودائم الانتاج والعبادة طوال العام ولايستغني عن رحمة الله ورزقه وطاعته طرفة عين فهو دائم التلقي والعطاء، كما أن النخلة دائمة التلقي والعطاء.
النخلة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه الكرام:
النخلة هي الزرع أي الأصل، والصحابة هم الشطء أي الفسائل وهذا مثل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه في الإنجيل ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) الفتح 29. وقدبينا الاعجاز العلمي في هذه الآية، وكيف يشهد القرآن والنبات بعدالة الصحابة واتباعهم(2).
وصف جميل للنخلة:
قال لقمان لإبنه يابني: ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنما الخليل الصالح كالنخلة إذا قعدت في ظلها أظلتك، وإذا احتطبت من حطبها نفعتك، وإذا أكلت من ثمارها وجدته طيباً.
وعن الشعبي أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أما بعد فإن رسلي أخبرتني أن قِبَلكم (بكسر القاف وفتح الفاء ) شجرة، تُخرج مثل أذان الفيله، ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض، ثم تخضر كالزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر، ثم تنضج فتكون كأطيب فالوذج (حلوى) أكل، ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة.
فكتب إليه عمر رضي الله عنه يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم السلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإن رسلك قد صدقتك، وإنها الشجرة التي أنبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى فاتق الله ولاتتخذ عيسى إلها من دون الله.
قال أبو حاتم السجستاني رحمه الله في كتابه النخل: النخلة سيدة الشجر مخلوقة من طين آدم – صلوات الله عليه – وقد ضربها الله – جل وعز- مثلاً لقول (لاإله إلا الله ) فقال تعالى: ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة )، وهي قول لاإله إلا الله ( كشجرة طيبة ) وهي النخلة، فكما أن لا إله إلا الله سيدة الكلام كذلك النخلة سيدة الشجر
وهكذا إخوة الإسلام مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها فهو كالنخلة في صفاتها ونفعها وجمالها وكرمها وسموها.
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى